مصادر إيرانية لـ"العربي الجديد": وزير الخارجية الإيراني سيزور الإمارات قريباً

05 مايو 2021
زيارة ظريف للإمارات تأتي عقب وجود بوادر لتقارب العلاقات مع الخليج (الأناضول)
+ الخط -

كشفت مصادر إيرانية مطلعة لـ"العربي الجديد" أن وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، سيزور الإمارات قريباً، مرجحة أن تكون الزيارة نهاية الأسبوع المقبل.

وذكرت المصادر أن الزيارة باتت "شبه حتمية وعلى جدول أعمال وزير الخارجية الإيراني"، لافتة إلى أن اتصالات أُجريت بين طهران وأبوظبي خلال الفترة الأخيرة، وتأتي الزيارة نتيجة هذه المشاورات.

وعن أجندة الزيارة، قالت المصادر التي رفضت الكشف عن هويتها إنها تهدف إلى إعادة العلاقات إلى سابق عهدها وتعزيزها وخفض التوترات بالمنطقة، مرجحة أن تعيد الإمارات سفيرها إلى طهران خلال الفترة المقبلة. 

وأشارت إلى أنها تأتي في إطار رأب الصدع بين إيران والدول الخليجية، التي طرأت عليها حالة من التوتر خلال السنوات الماضية. 

وكشفت مصادر أخرى، فضّلت عدم الكشف عن هويتها، خلال حديثها مع "العربي الجديد"، عن أن المحاولات والوساطات لرأب الصدع بين طهران وعواصم خليجية "لم تفض بعد إلى انفراجة في العلاقات المتأزمة رغم التصريحات الإيجابية الصادرة" عن الأطراف.

واستبعدت وقوع انفراجة "قبل أن يصعد الدخان الأبيض في مباحثات فيينا"، مشيرة إلى أن الحراك الأخير بالمنطقة يأتي استعداداً لمرحلة ما بعد أي اتفاق محتمل بين طهران وواشنطن في فيينا.

وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني قد أكد، اليوم الأربعاء، في اجتماع الحكومة، أن محاولات إسرائيل لإبعاد دول المنطقة عن إيران "في طريقها نحو الفشل"، مضيفاً أن "اليوم هو يوم العزاء للصهاينة".

وفي السياق، لفتت تقارير إعلامية إلى اتصالات ولقاءات بين مسؤولين إيرانيين وسعوديين بوساطة عراقية، بغية حل الخلافات بينهم واستئناف العلاقات الدبلوماسية المقطوعة منذ عام 2016 جراء مهاجمة السفارة السعودية في طهران والقنصلية السعودية في مشهد من قبل محتجين إيرانيين على إعدام رجل الدين السعودي الشيعي نمر باقر النمر.

وحينها، كانت الإمارات أيضاً قد خفضت مستوى علاقاتها مع إيران على خلفية الحادث. وتعتبر زيارة ظريف المرتقبة الأولى لمسؤول إيراني رفيع إلى الإمارات منذ توتر العلاقات قبل خمس سنوات.

تقارير عربية
التحديثات الحية

 

ويرى مراقبون أن التحركات الإقليمية لحل الخلافات بين طهران وعواصم خليجية تأتي استكمالاً لمباحثات فيينا النووية غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة، والتي تشير الأطراف المشاركة في هذه المباحثات إلى تحقيق "تقدم كبير" فيها، مع حديث أوساط إعلامية دولية عن احتمال قرب التوصل إلى اتفاق لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015.

وفي السياق، من المقرّر أن ترسل الولايات المتحدة الأميركية، هذا الأسبوع، وفداً إلى دول المنطقة لتبديد مخاوفها من أي اتفاق محتمل مع إيران.

ويضم الوفد منسق مجلس الأمن القومي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا بريت ماكغورك، ومستشار وزارة الخارجية الأميركية ديريك شوليت، وآخرين. ومن المقرر أن يزور كلاً من أبوظبي والرياض وعمان والقاهرة.

وكانت طهران قد رفضت خلال الفترة الماضية طلبات سعودية وخليجية أخرى من الولايات المتحدة وأطراف الاتفاق النووي، لإشراك الرياض ومجلس التعاون الخليجي في المباحثات لإحياء الاتفاق النووي.

وكانت وسائل إعلام إقليمية ودولية قد تحدثت خلال الفترة الأخيرة عن مباحثات إيرانية سعودية في بغداد لحل الخلافات وإنهاء التوترات بين البلدين، فضلا عن أن وزير الخارجية الإيراني قام بجولة إقليمية خلال الأسبوع الماضي شملت كلاً من قطر والعراق وسلطنة عمان والكويت.

وتصدّر مباحثات ظريف في هذه الدول بحثُ سبل خفض التوترات بالمنطقة وإطلاق حوار إقليمي.

وأجرى الرئيس الأميركي جو بايدن، أمس الثلاثاء، اتصالاً هاتفياً مع ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، وكان الملف الإيراني ضمن العناوين الرئيسية لمحادثتهما.

يُشار إلى أنه على الرغم من استدعاء الإمارات سفيرها من العاصمة الإيرانية عام 2016 لم تنقطع العلاقات الإيرانية الإماراتية، وزارت وفود إماراتية خلال العامين الماضيين طهران سراً وعلانية.

كما دعمت شركات إماراتية إيران في الالتفاف على العقوبات الأميركية، على الرغم من تراجع مستوى التبادل التجاري بين البلدين وفرض أبوظبي قيوداً على التجارة مع إيران ونقل التحويلات المالية إليها امتثالاً للعقوبات الأميركية، لكن الإمارات ظلت تحافظ على مكانتها بين الشركاء الاقتصاديين الخمسة الرئيسيين لإيران.

ومع ذلك، توترت العلاقات السياسية بين البلدين مع تطبيع أبوظبي العلاقات مع إسرائيل العام الماضي، إذ اعتبرت طهران ذلك موجهاً ضدها، فوجهت إيران تهديدات للإمارات باستهدافها في حال شكّل الوجود الإسرائيلي على أراضيها تهديداً لإيران واستخدمتها إسرائيل للقيام بتصرفات ضدها.

المساهمون